تغيير عطلة نهاية الأسبوع في الإمارات: تحقيق مكاسب صحية وتوازن بين الحياة والعمل

تغييرعطلة نهاية الأسبوع في الإمارات: تحقيق مكاسب صحية وتوازن بين الحياة والعمل


أبرز النقاط


· يرحب الأطباء والمهنيون وأرباب العمل بخطوة الإمارات في تقليص أسبوع العمل إلى 4 أيام ونصف.

· من المتوقّع أن تخفّف من الإجهاد وبالتالي تحقيق مكاسب صحية أكبر.

· إنّ مواءمة أسبوع العمل مع باقي دول العالم سيحقّق مكاسب مختلفة للشركات وأسواق الأسهم والبنوك لأنها تتماشى مع أيام عمل البورصات والأسواق العالمية .

· من المتوقع تحقيق مكاسب في قطاعات البيع بالتجزئة والترفيه إلى جانب المكاسب الاقتصادية حيث يملك المستهلكين وقتًا أطول للشراء وما إلى ذلك .



لاقى قرار تقليص أسبوع العمل في الإمارات استحسانا كبيرًا لدى الناس على اعتبار أنه سيؤدّي إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق مكاسب صحية واقتصادية. كما سيتيح للناس تحقيق التوازن بين الحياة والعمل حيث سيتسنّى لهم إعادة ترتيب أمور حياتهم.


مكاسب صحية


قال الدكتور ضرار عبد الله ، مدير واستشاري الطب الباطني في مستشفى برايم ، أن الحياة الأقل توتراً تؤدي إلى مكاسب صحية أكبر: " لا شك أن أنماط الحياة المجهدة هي السبب الجذري لظهور العديد من الأمراض - مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) ، والتهاب المعدة ، وبعض أنواع ارتفاع ضغط الدم ، والسكري ، والصداع النصفي ، والدوخة ، والتعب المزمن والأرق".


وأضاف الدكتور عبد الله: "تظهر الأعراض الأولية بشكل مباشر عندما يكون الشخص مثقلًا بالأعمال المكتبية حيث لا يتسنّى له الوقت لأخذ قسط من الراحة أو تناول وجبة صحية متوازنة أو ممارسة التمارين الرياضية ".


تأثير هائل


" يعمل الناس عادة لمدة 6 أيام أسبوعيًا في القطاع الخاص. سبق أن اعتمدنا في المستشفى نظام أسبوعي مدته خمسة أيام للعاملين في مجال الرعاية الصحية وكان له تأثير إيجابي هائل . والآن ، في ظل تقليص أسبوع العمل إلى 4 أيام ونصف سيتمكّن الناس من المحافظة على صحتهم ، وإكمال جميع مهامهم في نصف يوم والحصول على يومين كاملين لأنفسهم . سيتسنّى لهم قضاء إجازات قصيرة أو ممارسة هواية أو التمتع بقسط من الراحة والتواجد مع العائلة."


وأضاف "ستنخفض مستويات الكورتيزول لديهم وهذا له تأثير مباشر على جميع الأمراض. سيشعرون بالتجدّد والطاقة مما سيجعلهم أكثر سعادة وإنتاجية."


واعتبرت نهال عبد العظيم ، مديرة تنفيذية في العلاقات العامة في دبي ، أن أسبوع العمل الجديد سيشكّل راحة كبيرة. وقالت "أعمل حاليا لمدة ستة أيام في الأسبوع. أنا سعيدة بهذا التغيير لأنه يتوافق مع أيام العمل على الصعيد الدولي".


مكاسب على صعيد الصحة النفسية


وقالت أرفا بانو ، أخصائية علم النفس السريري في مجمع أستر يوبيل الطبي دبي: "خلال العامين الماضيين ، تعرّض الموظفون لضغوط شديدة مع شعور بعدم الأمان الوظيفي في ظل جائحة الوباء مما يؤدي إلى ازدياد الشعور بالتوتر والقلق وينعكس على الصحة النفسية ".وأشارت إلى أن هذه الخطوة سيكون لها "تأثير علاجي ممتاز " إذ ستساعد الناس على تحقيق التوازن بين العمل والحياة.


مشاعر القلق


"إن توفّر أكثر من 50 ساعة تحت تصرف الناس أسبوعيًا سيساعد على تقليل مستويات القلق والتوتر، والتركيز على الأحداث الأكثر سعادة ، والحصول على أوقات فراغ أكثر مما سيجعلهم أكثر إنتاجية في العمل ".


في ظلّ عطلة نهاية أسبوع أطول ، سينعم الناس في الإمارات براحة أكبر ومتسع من الوقت لإعادة ترتيب أمور حياتهم وتحقيق التوازن بين الحياة والعمل . يشار إلى أن الإمارات هي أول دولة تأخذ هذه الخطوة على المستوى الوطني.


صحيح أن التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها، ولكن ستظهر طرق جديدة لأنماط الإنفاق الاستهلاكي في قطاعات التجزئة والترفيه والخدمات في الإمارات العربية المتحدة. تمثل ساعات الراحة الإضافية يوم الجمعة - بالإضافة إلى يوم السبت ويوم الأحد بأكمله - أكبر استراحة سيحصل عليها تجار التجزئة في الإمارات العربية المتحدة حيث يواصلون منافسة التقدّم الذي حققته بوابات التسوق عبر الإنترنت.


تجارب المستهلكين


بعيدًا عن التسوق ، سيبحث المستهلكون عن المزيد من "التجارب" خارج المنزل وسيقصدون وجهات مختلفة .


وقال أحد مشغلي المول: "كان يوم الخميس دائمًا يومًا مزدحمًا بالنشاط الاستهلاكي". "حتى مع تحول يوم الجمعة إلى نصف يوم عمل ، فإن وضع يوم الخميس كإحدى الأيام الأكثر ازدحامًا للتسوق والترفيه سيظل كما هو."


تغيير العادات


سوف تتغير عادات المستهلك ، أو من المحتمل أن تتغير ، عندما يتعلق الأمر بأيام الأحد. لا تزال هذه المنطقة غير مستكشفة بالنسبة مستهلكين وعمال التجزئة في الإمارات العربية المتحدة ".


 فهل يعني التغيير أن إصدارات شباك التذاكر في الإمارات العربية المتحدة ستتحول إلى أيام الجمعة؟ أم أن ذلك سيبقى أيام الخميس؟


بالتالي سيتم تقديم خيارات جديدة في كل فئة لتتكيف مع عادات المستهلك  في ظلّ الانتقال إلى طريقة العمل الجديدة وعطلات نهاية الأسبوع، وفي حال لم يتم تقديم أي خيارات فسيقرّر المستهلك بنفسه .


نرحب بالتغيير في القطاع الخاص أيضا


يقول تيد رفول ، رئيس المنتجات المهنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في Mercer : " إن التغيير الذي أعلنت عنه الإمارات في أيام عمل القطاع العام من المرجح أن يؤدي إلى تغيير في القطاع الخاص أيضًا. ستحقّق هذه الخطوة توازنًا أفضل بين العمل والحياة للموظفين المقيمين في الإمارات والذين يعملون مع المنظمات العالمية ".


التسوق وتناول الطعام


ستتغير عادات المستهلك في شق أساسي آخر وهو الطعام والشراب. لا شك أن شركات المأكولات والمشروبات قد عانت أسوأ أيامها في عام 2020 وسط انتشار الوباء ، والأن ستوفر لها سنة 2022 فرصة للتعافي.


في هذا الصدد ، قال روهيث موراليا ، مدير Concept Cuisine في SFC Group ، الذي يدير سلسلة مطاعم India Palace وغيرها: "مع الإعلان عن أيام عطلة نهاية الأسبوع الجديدة ، نتوقع أن تكون أمسيات الجمعة أكثر ازدحامًا من أمسيات الخميس".


إعادة صياغة عطلة نهاية الأسبوع


"الغداء المتأخر يوم الأحد سيكون الشيء الجديد الذي يجب القيام به في عطلة نهاية الأسبوع. نشعر أنه سيكون له تأثير إيجابي بمجرد أن يحذو القطاع الخاص حذو القطاع العام.


"هناك الكثير من الإجراءات التي يتعين على العاملين في قطاع الضيافة إعادة صياغتها من جهة إدارة الإيرادات ، وعلى الفنادق أيضًا تغيير استراتيجيتها للأطعمة والمشروبات لتتناسب مع فعاليات التي ستقام في عطلة نهاية الأسبوع."


لم يحدّد أي شيء بعد ، سيكون أمام الشركات والمستهلكين مهلة حتى 1 يناير - أو 3 يناير 2022 ، وهو يوم الإثنين – لاعتماد طرق جديدة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة.




انشر المقال: