طبيبة إماراتية في الخطوط الأمامية تتغلّب على شعورها بالذنب كونها أم عاملة من أجل خدمة الوطن

طبيبة إماراتية في الخطوط الأمامية تتغلّب على شعورها بالذنب كونها أم عاملة من أجل خدمة الوطن

لقد كان أبطال الخطوط الأمامية مثل الدكتورة أمنيات الهاجري بمثابة العمود الفقري لمحاربة كوفيد-19 في الإمارات.


منذ ظهور الوباء ، كانت الدكتورة الهاجري ، وهي أم لستة أطفال ، تعمل خلف الكواليس لضمان تبنّي طرق فعّالة لاحتواء تفشي المرض. وقد تمكّنت ، بدعم قوي من عائلتها ، من لعب دور ممتاز في استجابة الإمارات العربية المتحدة للوباء.

في يوم الأم الإماراتية ، تحدّثت الهاجري ، وهي المديرة التنفيذية لقطاع الصحة المجتمعية في مركز أبوظبي للصحة العامة، عن كيفية دخولها قطاع خدمة الرعاية الصحية والتحديات التي واجهتها أثناء الوباء ومسيرتها حتى الآن.


" لطالما أردت أن أصبح طبيبة. كنت شديدة التعلّق بأجدادي ، وفقدتهم جميعًا لأسباب طبية اعتقدت أنه كان من الممكن تفاديها ومعالجتها . لقد أردت إحداث فرق في حياة الآخرين ومساعدتهم على الاستمتاع بأوقات أطول مع أحبائهم" .

'أعتقد أيضًا أن البيئة التي نشأت فيها هي التي ألهمتني ودفعتني للعمل في مجال الرعاية الصحية إلى جانب مشاعري الفطرية بالتعاطف مع الآخرين. فالثقافة الإماراتية تقوم على الاحترام واللطف والخدمة والعمل الجاد. فقرّرت دراسة الطب ومساعدة مجتمعي على عيش حياة صحية '.


منذ بداية الوباء ، وضعت الدكتورة الهاجري كل خبرتها الطبية في خدمة المجتمع.

'مع انتشار الوباء ، كان احتواء تأثيره على المجتمع ككل أمرًا بالغ الأهمية. كانت صحة وسلامة مجتمعنا تتصدّر أولوية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات ، وبالنسبة لنا في مركز أبوظبي للصحة العامة كمؤسسة للرعاية الصحية، حرصنا على وضع خطط وبروتوكولات الاستجابة حتى قبل تسجيل الحالة الأولى في الإمارات العربية المتحدة . وقد أحدثت الإجراءات المبكرة بناءً على التقارير الدولية فرقًا كبيرًا '.

وأكدت الهاجري أن تطبيق برامج العزل المنزلي والحجر الصحي ساعد في احتواء انتشار كوفيد -19 في أبوظبي.

واحتضنت المنصة مئات الآلاف من حالات كوفيد-19 ، وتم الكشف عن أكثر من مائة ألف إصابة خلال فترة الحجر والمراقبة.


بالإضافة إلى ذلك ، تم تنفيذ تدابير استباقية أخرى بالتعاون مع دائرة الصحة - أبوظبي مثل خدمات العزل المنزلي من خلال واتساب ، وبرامج التوعية المجتمعية التي تضمن توفير خدمات الوقاية والرعاية الصحية للأفراد المعرضين للخطر والمجموعات الخاصة ، من خلال خدمة توصيل الأدوية واختبارات PCR واللقاح إلى المنازل وتقديم برامج الرعاية عن بعد.

"كان هدفنا رعاية كافة الأفراد وعدم إهمال أي فئة من فئات المجتمع.'


وفي ضوء المهمة الضخمة المتمثلة في احتواء الوباء ، أصبح الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة أكثر صعوبة.

'بالنسبة إلى أي أم ، قد يكون تحقيق التوازن بين حياتك المهنية والشخصية أمرًا صعبًا ، وبما أن الوباء قد غيّر ديناميكيات حياتنا اليومية ، فقد أصبح إيجاد هذا التوازن أكثر صعوبة.

هذا لا ينطبق فقط على العاملين في الخطوط الأمامية وفي مجال الرعاية الصحية ، بل على كافة الأمهات العاملات في مختلف المجالات على مدار العامين الماضيين.

وقالت الدكتورة الهاجري: " بصفتي أم ، فإن الشعور بالذنب أمر لا مفرّ منه ، لأنني أريد أن ألبّي واجباتي تجاه عائلتي وعملي على أكمل وجه. ونظرًا لأن الوباء تطلّب مني أن أكون متواجدة في الخطوط الأمامية وأن أقضي بعض الوقت بعيدًا عن عائلتي ، فكنت دائمًا أذكّر نفسي بأن هذا الوقت الذي أكرّسه والجهد الذي أبذله هو لخير مجتمعي وبلدي، وعائلتي هي جزء من هذا المجتمع .ولا شكّ أنّ الدعم الأكبر الذي تلقيته من عائلتي جعلني أستمر وساعدني في التغلب على الشعور بالذنب والتعب وغير ذلك الكثير".


وأشارت الهاجري إلى أن الوباء سلط الضوء على المشاركة القوية للمرأة الإماراتية في قطاع الرعاية الصحية.

'أعتقد أنه من المهم أن ندرك إلى أي مدى بلغ التأثير الذي أحدثناه كنساء في مجال الطب ، لكنني أعتقد أن هذه ليست سوى البداية. آمل أن يكون التقدم الذي أحرزناه معًا خلال العامين الماضيين قد ألهم الجيل القادم من المهنيين الطبيين".

وأضافت: الرعاية الصحية ومهنة الطب بشكل عام مزيج جميل بين العلم والفن والفلسفة والإبداع. على الرغم من كل التحديات التي قد تواجهها ، فإنها تستحق العناء بكل السلام والوفاء الذي ستجلبه لك في هذه الحياة والمكافآت التي ستحصل عليها في الحياة الآخرة '.


يشار إلى أنّ الدكتورة الهاجري متخصصة في مجالات الصحة العامة والقيادة والسكري والغدد الصماء والأمراض الأيضية وقد أمضت أكثر من 20 عامًا كمستشارة في العديد من المستشفيات في أبو ظبي.

وعندما سئلت الدكتورة الهاجري عن رسالتها للشباب الطامحين في دخول مجال الطب ، أضافت: 'الرحلة مليئة بالتحديات ، وهي تتطلب التفاني الكامل والعمل الجاد والالتزام بخدمة الآخرين. ومع ذلك ، فإن المكافأة مرضية ، ومعرفة أنك تساعد مجتمعك وتساهم في صحة الأجيال الحالية والمستقبلية هي نعمة '.


وأشارت الدكتورة الهاجري إلى أن لكل شخص دور يلعبه في جعل العالم مكانًا أفضل وهي تقوم بدورها من خلال الطب.

'أشعر أنه يمكنني القيام بهذا الدور من خلال المساهمة بمعرفتي وخبرتي في خدمة مجتمعنا وأمتنا بشكل أفضل. كما أنّ الرؤية الملهمة لقيادتنا التي تضع الناس في المقدمة وكذلك الزملاء المذهلين الذين أعمل معهم كل يوم ، كل ذلك يشكّل دافعًا قويًا لتقدمي في هذه المسيرة '.

المصدر: خليج تايمز 

LINK: https://www.khaleejtimes.com/health/uae-emirati-frontliner-overcomes-working-mom-guilt-to-serve-nation



انشر المقال: