تعميق المهمة الإنسانية بين الإمارات والفاتيكان

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يحصل على وسام رجل الإنسانية من المؤسسة البابوية التربوية تقديراً لمساعداته

في إطار الحرص على تعزيز التعاون الدولي في جميع أنحاء العالم أثناء جائحة كورونا، دعا البابا فرنسيس في الأيام الأولى لتوليه منصب البابا الكاثوليكيين في جميع أنحاء العالم إلى مغادرة الأديرة والخروج إلى العالم لخدمة الناس في جميع الأطراف، حيث أعلنت صحيفة يومية إماراتية إنها كانت محاولة جريئة للتحذير من الاستبطان الزائد والاهتمام بالشؤون الداخلية فقط، وهو الأمر الذي يمكن أن تقع فيه المؤسسات الكبرى مثل الكنيسة الكاثوليكية في بعض الأحيان.


وفي المقال الافتتاحي، نشرت الصحيفة أنه أصبحت هناك حاجة ماسة للعمل بحديث البابا فرانسيس الذي سبق ذكره بعدما أصبح العالم فجأة منعزلاً بسبب فيروس كورونا. فقد كان الأمر أكثر تعقيدًا بالنسبة للحكومات، التي لا تزال مسؤوليتها الأولى هي إدارة الأزمات في داخل حدودها، فبدلاً من الاستمرار في برامج المساعدات الحيوية لمساعدة المحتاجين في الخارج، قامت بعض الدول المانحة بخفض الميزانيات والبعض الآخر لم يرسل أي مساعدات.


وأضافت الصحيفة، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد حصل على وسام "رجل الإنسانية" من المؤسسة البابوية التربوية، وهي منظمة فاتيكانية تعمل على تعزيز التعليم كوسيلة أساسية لتعزيز السلام والتنمية. وقد تم منح سموه هذا الوسام تقديراً للمساعدات الدولية المستمرة لدولة الإمارات العربية المتحدة وتقديراً لدور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تعزيز القيم العالمية.


وأوضحت الصحيفة أنه خلال العام الماضي، قدمت الإمارات مساعدات لما مجموعه 135 دولة في الأطراف في جميع أنحاء العالم، ففي مايو، نجحت "طيران الإمارات" في نقل 100 طن من المواد الطبية لمساعدة الهند في مكافحتها لفيروس كورونا، بما في ذلك الخيام لإيواء المرضى حيث فاضت المستشفيات، وعبوات الأكسجين. والصيف الماضي، بالتعاون مع إدارة التعليم بالفاتيكان، أرسلت الإمارات 40 طنًا من المساعدات إلى منطقة الأمازون. وأضافت الصحيفة أن هذه الشحنة بالذات تسلط الضوء على موضوع آخر طويل المدى لمجتمع المساعدة العالمي وهو إصلاح الضرر الذي لحق بتعليم الأطفال في جميع أنحاء العالم في البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء. كما أشرف سمو الشيخ محمد على الأعمال الخيرية في عدد من المجالات المماثلة، من التعليم إلى مبادرات الصحة العامة التي تركز على القضاء على شلل الأطفال والملاريا.


وتابعت الصحيفة أن رسم الطريق إلى الأمام من أجل التنمية الدولية في حقبة ما بعد جائحة كورونا ليس بالأمر السهل، مؤكدةً على دور تعميق الصداقات والتحالفات، حيث أن الشراكة المتنامية بين الإمارات والفاتيكان جارية الآن منذ عدة سنوات، حيث يسعى كلا البلدين إلى تحقيق الهدف الأوسع المتمثل في تعزيز التسامح الديني والمجتمعي. وفي فبراير 2019، شهدت الإمارات حدثًا تاريخيًا مع زيارة البابا فرانسيس إلى الإمارات العربية المتحدة في أول رحلة بابوية إلى شبه الجزيرة العربية في التاريخ، للتوقيع على "وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، جنبًا إلى جنب مع إمام الجامع الأزهر بمصر.


واختتمت الصحيفة اليومية التي تتخذ من أبو ظبي مقراً لها بالقول إن مثل هذا الخبر عن هذه الخطوة الأخيرة في العلاقة بين الإمارات والفاتيكان يعزز الرابط الجديد بين واحدة من أصغر وأسرع البلدان نمواً في العالم وواحدة من أقدم وأصغر دول العالم، فهو تعاون فريد من نوعه، وربما حتى ثنائي غير متوقع، لكن يساعد كلا الطرفين في تعزيز التعاون بين الدول في جميع أنحاء العالم عند حدوث تحدي كبير مثل هذا الوباء بدلاً من الاهتمام بالشؤون الداخلية فقط.



انشر المقال: