نصائح للحفاظ على صحة الأطفال عند عودتهم إلى المدارس

نصائح للحفاظ على صحة الأطفال عند عودتهم إلى المدارس

مع استئناف آلاف الطلاب للدراسة بنظام التعليم حضورياً في المدارس الحكومية في الإمارات العربية المتحدة بعد التنسيق الكامل مع الجهات المعنية بالدولة، يعيش أولياء الأمور والمؤسسات التعليمية حالة من الارتياح فيما يتعلق بعودة الحياة إلى طبيعتها.
ومع ذلك، فإن الطلاب الذين عادوا إلى فصولهم الدراسية بعد مرحلة انقطاع طويلة، قد يكونون عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض لذلك شدد أطباء الأطفال وخبراء التغذية على ضرورة حرص الأمهات على حصول أطفالهم على قسطٍ كافٍ من النوم والتغذية والتمارين البدنية للحفاظ على أعلى مستويات مرتفعة من المناعة والصحة الجيدة، موضحين أن الأمر نفسه ينطبق على الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى المدرسة لأول مرة حيث يكونون عرضة لأنواع مختلفة من التهابات الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي ويستغرقون وقتًا لبناء مناعتهم.
وأوضح الدكتور أبهيجيت تريفيدي، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى أستر أن العديد من الأمهات اللواتي لديهن أطفال في الفئة العمرية من ست إلى عشر سنوات أعربن عن قلقهن عند إرسال الأطفال إلى المدرسة، وكما أنهن يشعرن بالحيرة تجاه الاحتياطات التي يجب أن اتخاذها للوقاية من العدوى، أو الدواء أو الفيتامينات الواجب تقديمها للأطفال. وهل يجب تطعيم الأطفال ضد فيروس كوفيد-19 قبل إرسالهم إلى المدرسة؟ وهل سيحمي البروتوكول من العدوى الفيروسية الأخرى؟
وقد أكد الدكتور بونيت وادوا، اختصاصي طب الأطفال في مستشفى برايم بدبي أنه من الطبيعي جدًا أن يشعر الآباء بالقلق، خاصة بشأن الأطفال الصغار ولكن ستتبع المدارس بروتوكولات صارمة مثل ارتداء الأقنعة والحفاظ على التباعد الاجتماعي واستخدام معقمات اليدين والتلقيح، وهذا من شأنه أن يساعد في مكافحة فيروس كوفيد-19 بالإضافة إلى مكافحة جميع أنواع العدوى الفيروسية مضيفًا أن الأطفال الصغار لا يحتاجون إلى الفيتامينات والأدوية لتقوية مناعتهم ولكن اتباع نظام غذائي متوازن ومغذي والنوم الكافي، والنشاط البدني سيساعد الأطفال على التمتع بصحة جيدة. في هذا الوقت وبسبب التعلم عبر الإنترنت تعطل روتين الأطفال حيث كان البعض ينام متأخرًا ويستيقظ متأخرًا، كما قضى البعض الآخر وقتًا طويلاً أمام الشاشات بسبب التعلم عبر الإنترنت ولكن العودة إلى المدرسة ستساعد الأمهات على تنظيم روتين أطفالهن وسيكون ذلك بمثابة تعزيز كبير لمناعتهم، وبمجرد أن يجتمع الأطفال في مجموعات في المدرسة ونتيجة لتعرضهم للفيروسات والبكتيريا في السنة الأولى يتم تنشيط أجسامهم المضادة وتستعيد أجسامهم قوتها الكلية، وعلى أي حال، سوف يخضع الأطفال إلى جدول تطعيمات مدرسية حسب أعمارهم، حيث من المقرر أن يتلقى الذين تزيد أعمارهم عن عشر سنوات لقاح الإنفلونزا المعزز بحلول نهاية سبتمبر أو أكتوبر وسيكون مفيدًا في عدم الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الأخرى لذلك من المهم أن يتأكد الآباء من تحديث جدول التطعيم الخاص بأطفالهم.
ومع تغيير الروتين اليومي للأطفال فقد يشعروا بالتوتر بشأن مغادرة المنزل والتكيف مع جداول المدرسة الأكثر صرامة وقد شاركت الدكتورة دعاء بركات استشاري الطب النفسي للأطفال بمستشفى العين الآباء بعض النصائح المهمة لمساعدة الأطفال على التأقلم ببطء مع هذا الأمر حيث أكدت أن تبني روتين يومي مهم جدًا للأطفال حيث اعتاد الأطفال على أنماط دراسة مختلفة خلال العامين الماضيين لذلك يحتاج كل من الآباء والمعلمين إلى التحلي بالصبر مع الأطفال أثناء تأقلمهم مع "الوضع الطبيعي الجديد" مشيرة إلى أن الأسبوعين الأولين هما الأصعب لأن روتينهم بأكمله سيصبح أكثر صرامة وقد يتمكن الطلاب في المستويين الإعدادي والثانوي من التكيف بشكل أسرع ولكن بعض الأطفال في المدارس الابتدائية ورياض الأطفال سيحضرون شخصيًا لأول مرة وقد يستغرق الأمر وقتًا أطول للتكيف لذا يُنصح بالتواصل المفتوح والمتكرر بين أولياء الأمور والمعلمين للتأكد من أن طفلك يتأقلم مع التعلم الشخصي كما يجب على المعلمين توجيه الطلاب وتقسيم المنهج إلى دروس أقصر مع فترات راحة وأنشطة متكررة بالإضافة إلى مكافأة الطلاب الذين يلتزمون بالقواعد واللوائح.
ونظرًا لقضاء معظم الأطفال 80% من وقت اليقظة في النظر إلى الشاشات المضيئة واستخدام سماعات الرأس للتعلم عبر الإنترنت، فقد حذر الأطباء من احتمالية إصابة الأطفال بعيوب سمعية أو بصرية حيث أوصى الدكتور هشام زيدان، طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة في مركز الطوية التخصصي للأطفال الآباء بإخضاع أطفالهم لإجراء فحوصات الأنف والأذن والحنجرة خلال الأسبوع الأول من المدرسة للتأكد من عدم وجود ضرر قصير أو طويل الأمد لآذانهم، وكذلك يوصي أطباء الأسنان بإجراء فحص شامل لتجويف الفم للتأكد من صحة الأسنان ونظافة الفم حيث أكد الدكتور بكر أكرم الألوسي، طبيب أسنان في مركز الطوية التخصصي للأطفال أن صحة الأسنان أمر حيوي للطفل حيث قد تؤثر مشاكل الأسنان على قدرة الطلاب على التركيز في الفصل وقد تكون سببًا لتغيبهم عن المدرسة ولذلك يجب على كل من الآباء والمدرسين تذكير الأطفال بأهمية تنظيف الأسنان بالفرشاة بعد الوجبات وتجنب المشروبات الغازية واستبدالها بالفواكه والحليب والخضروات.
وفيما يلي بعض النصائح للحفاظ على مناعة طفلك قوية:
• تأكد من حصول طفلك على قسط جيد من النوم والراحة لا يقل عن ثمانية إلى عشرة ساعات.
• الحرص على شرب المياه وإدراج جزء كبير من الفاكهة والخضروات والبروتينات ومنتجات الألبان في النظام الغذائي لطفلك.
• الحرص على حصول طفلك على جرعة جيدة من الحمضيات مثل العنب والبرتقال والليمون الغنية بفيتامين سي.
• التأكد من تجديد الفيتامينات والإنزيمات المتعددة من خلال التغذية الطبيعية. على سبيل المثال، يساهم فيتامين (أ) الموجود في الكبد والبطاطا الحلوة والجزر، والزنك الموجود في اللحوم والأطعمة البحرية في تقوية المناعة، بينما يلعب فيتامين (هـ) الموجود في المكسرات والزيوت النباتية دورًا حيويًا في بناء المناعة.
• تضمين الزبادي وغيرها من المنتجات المماثلة في نظام طفلك الغذائي لتجديد ميكروبيوم الأمعاء بالبروبيوتيك كما تعتبر منتجات الألبان أيضًا مصدرًا جيدًا للكالسيوم لعظام صحية.



انشر المقال: