هل ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا يقلل كفاءة اللقاح؟

هل ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا يقلل كفاءة اللقاح؟

مع بدء السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم في إدارة أول جرعات اللقاح لكوفيد-19، ظهرت سلالة جديدة وقد وصفت بأنها أكثر انتشارًا وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وقد أثار ذلك المخاوف حول إمكانية ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، مما يزيد من سرعة انتشار الوباء. ولتقليل سوء الفهم والتوضيح أكثر عن هذا الموضوع، إليكم بعض المعلومات حول هذه السلالة:

وقد ظهر في 14 ديسمبر 2020، وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية حددت السلطات الصحية في المملكة المتحدة متغيرًا جديدًا لـ SARS-CoV-2 من خلال التسلسل الجيني. وجاء التحديث بعد اكتشاف 1108 حالة مصابة بهذه السلالة الجديدة في المملكة المتحدة. ونتيجة لذلك أوقفت عشرات الدول روابط النقل مع المملكة المتحدة. وأجرى العلماء مراقبة مستمرة للطفرات الدقيقة في الفيروسات، وخاصة السارس، وحينها تم اكتشاف هذه السلالة كجزء من المسبار الوبائي والفيروسي الذي بدأ في وقت سابق في ديسمبر 2020. كما أثار الارتفاع غير المتوقع في حالات الإصابة بكوفيد 19 في جنوب شرق إنجلترا الشكوك. وتشير التحليلات الأولية إلى سهولة انتشار هذه السلالة بين الأشخاص بنسبة تصل إلى 70٪ من السلالة الأصلية للفيروس وذلك حسب ما أفادت به السلطات الصحية في المملكة المتحدة.

يُقدر أن كل شخص مصاب بهذه السلالة الجديدة يصيب 1.5 شخصًا آخر، في حين أن السلالة الأصلية أصابت فقط في المتوسط 1.1، ووفقًا لما قاله الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، أنه من غير الواضح ما إذا كانت الزيادة في الانتشار في المملكة المتحدة ناتجة عن الطفرة الجينية للفيروس أم السلوك البشري. ووفقًا للبيانات الحالية، فإن الفيروس ينتشر بشكل أسرع حاليًا، وقد يعني ذلك أيضًا أنه أكثر عدوى أو ينتشر بسهولة أكبر في الأشهر الباردة.

ولقد ظهرت السلالة الجديدة حتى في أستراليا والصين والدنمارك وألمانيا وإيطاليا وأيسلندا والهند وأيرلندا واليابان وإسرائيل ولبنان وهولندا وفرنسا وسويسرا والولايات المتحدة (فلوريدا، كاليفورنيا)، وإلى الآن، لا يوجد دليل واضح يؤكد أن هذه السلالة أكثر خطورة من سابقاتها، ويتم حاليًا عمل اختبارات لمعرفة مدى خطورة هذه السلالة على الحياة. وأفاد بعض العلماء أن السلالة أقل فتكا بالمصابين، إلا أنه من المبكر جدًا الحكم على هذا الأمر.

وقد أعلن الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك –الشركة المصنعة للقاح الألماني- مؤخرًا عن قدرة اللقاح على العمل ضد السلالة الجديدة. وأضاف أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتأكد من ذلك. كما أعرب قيصر فيروس كورونا في الولايات المتحدة، عن ثقته في أن جرعات اللقاح التي تنتجها شركة فايزر ومودرنا ستكون فعالة ضد الطفرة الجديدة.

وأشارت منظمة الصحة العالمية أنه من المؤكد وجود تغيرات لجميع الفيروسات مع الوقت، بما في ذلك SARS-CoV-2، ولكن معظم هذه الطفرات أو التغييرات ليس لها فائدة مباشرة للفيروس أو حتى قد تكون ضارة بانتشاره. وهناك حاجة ماسة إلى مزيد من الاختبارات المعملية لفهم تأثير طفرة معينة على خصائص الفيروس وفعالية التشخيصات والعلاجات واللقاحات وهذه التحقيقات معقدة وتتطلب وقتًا وتعاونًا بين مجموعات بحثية مختلفة. كما تنصح منظمة الصحة العالمية جميع البلدان بزيادة التسلسل الروتيني لفيروسات SARS-CoV-2 حيثما أمكن ذلك، ومشاركة بيانات التسلسل دوليًا وذلك للإبلاغ عما إذا تم العثور على نفس الطفرات المثيرة للقلق.

تشترك مجموعة عمل تطور فيروس SARS-CoV-2 التابعة لمنظمة الصحة العالمية مع زملاء من المملكة المتحدة وحول العالم لفهم النتائج المتاحة بشكل أفضل ودعم المزيد من الدراسات. وتؤكد السلالة الجديدة على أهمية المشاركة السريعة والدقيقة والمفتوحة للمعلومات الوبائية والفيروسية وتسلسل الجينوم الكامل بين فرق البحث في مختلف البلدان.


انشر المقال: