هل العالم يقترب من اعتماد لقاح مضاد لفيروس كورونا؟

هل العالم يقترب من اعتماد لقاح مضاد لفيروس كورونا؟

في إطار السباق الدولي المحموم لاعتماد لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، وبعد إجراء العديد من التجارب التي اسفرت عن تحقيق نتائج مبشرة زاد من احتمالية أن يكون اللقاح الفعال في طريقه للاستخدام في القريب العاجل وذلك بعد تلقي الألاف من المتطوعين فئات مختلفة من المجتمع تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 60 عاماً ولم يتم رصد أي ردود فعل سلبية باستثناء تجربة المملكة المتحدة اليت تم إيقافها بدافع الحذر الشديد.
وتخضع عشرات اللقاحات المُرشّحة، في أكثر من 12 دولة، بالفعل لتجارب سريرية، كما تتابع منظمة الصحة العالمية 196 دراسة لقاح، تجري 42 من هذه اللقاحات التجارب السريرية على البشر، و8 منها في المرحلة الثالثة علماً بأن هناك عدة تقنيات يتم استخدامها في اللقاحات منها تقنية الحمض النووي الريبوزي، وتقنية الناقل الفيروسي، وتقنية اللقاح المعطل، وقد قامت شركة AstraZeneca بتطوير لقاح مأخوذ من الشمبانزي، لكن التجربة توقفت لمدة أسبوع بعد مرض أحد المتطوعين ولكن تم استئنافها في المملكة المتحدة. أما في الولايات المتحدة فقد أظهرت نتائج التجارب السريرية أن اللقاح الذي أنتجته شركة "نوفافاكس" الأميركية، آمن ويوفر استجابة مناعية بعد دراسة 10000 متطوع.
وفي الصين، اعتمدت بكين بالفِعل أحد لقاحاتها المُرشّحة، قاصرة استخدامه في الوقت الحالي على العسكريين فقط. كما أقرّت روسيا لقاحًا- يوزّع في البداية على الفئات الأكثر عُرضة للإصابة- وذلك بعد اختباره على أقل من 100 شخص فقط، وسط انتقادات حادة وشكوك من قِبل العلماء حول العالم، وقد أفادت رئيسة فريق عمل اللقاحات في المملكة المتحدة، إن فرصة الوصول إلى لقاح بحلول عيد الميلاد تعتبر ضئيلة جدًا لكنها تتوقع أن يكون في المتناول مع أوائل العام المقبل، حيث ينبغي أن توافق الهيئات الصحية المختصة على أي اللقاح أولاً، وبعد ذلك يجب تصنيعه وتوزيعه لقد صنعت شركات الأدوية بالفعل ملايين الجرعات من بعض الأدوية التي تعتبر حاليًا قيد التجربة.
ومن المتوقع أن تتقدم شركتان أمريكيتان بطلب للحصول على موافقة بالاستخدام الطارئ للقاحات بحلول أواخر نوفمبر، وهي أخبار جيدة تتزامن مع دخول الولايات المتحدة إلى الموجة الثالثة لوباء كورونا بعد أن تجاوزت عدد حالات الإصابة الثمانية ملايين. وقالت شركة فايزر إنها تأمل في المضي قدمًا في لقاحها بعد توفر بيانات السلامة في الأسبوع الثالث من نوفمبر، بعد أسابيع من الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر ويعني الإعلان أن الولايات المتحدة قد يكون لديها لقاحين جاهزين بحلول نهاية العام، حيث تهدف شركة مودرنا للتكنولوجيا الحيوية في ماساتشوستس إلى الحصول على إذن في 25 نوفمبر.
وقد صرح رئيس مجلس إدارة الشركة ومديرها التنفيذي ألبرت بورلا قائلاً "اسمحوا لي أن أكون واضحًا، بافتراض وجود بيانات إيجابية، ستتقدم شركة فايزر بطلب للحصول على تصريح في حالات الطوارئ في الولايات المتحدة بعد فترة وجيزة من تحقيق علامة السلامة في الأسبوع الثالث من نوفمبر" وقد أدت هذه التصريحات إلى ارتفاع أسهم الشركة بنسبة 2٪ في الولايات المتحدة، بينما يحذر الخبراء من استغراق اللقاحات لعدة أشهر حتى تصبح متاحة على نطاق واسع حتى في حالة الموافقة عليها، وبعد انخفاض أرقام الحالات طوال فصل الصيف، وصلت البلاد إلى نقطة انعطاف في تفشي فيروس كورونا في الأسبوع الثاني من سبتمبر تقريبًا – بمتوسط 50 ألف حالة يومية وفقًا لآخر الأرقام، تعتبر الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا في العالم بحوالي 218000 حالة وفاة، لم تقترب الولايات المتحدة أبدًا من العودة إلى خط الأساس بعد الموجة الأولى في الربيع، مما يعني أن الارتفاع الحالي يمكن أن يوصف بدقة أكبر تزايد ثالث في الحالات، وفي حين أن اللقاحات هي أداة مهمة ضد الفيروس، حذر الخبراء من أنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن التدابير السلوكية مثل الأقنعة والتباعد الاجتماعي للحد من انتقال العدوى.



انشر المقال: