جلسة نقاش حول الصحة النفسية للمصابين بفيروس كورونا

جلسة نقاش حول الصحة النفسية للمصابين بفيروس كورونا

في إطار التعامل مع تبعيات الإصابة بفيروس كورونا، تم مناقشة الأعباء العاطفية الناتجة عن الإصابة بفيروس كوفيد -19 بالنسبة للمرضى وعائلاتهم وذلك في جلسة خاصة نظمها مركز أبوظبي للصحة العامة بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية 2021. وعلى الرغم من أن العديد من المتعافين من فيروس كورونا أفادوا بأنهم يشعرون بمزيد من التركيز بعد الإصابة بالمرض المعدي، إلا أن لجنة الجلسة أعلنت أن بعض الذين يتم عزلهم خلال فترة الإصابة يحتاجون إلى مزيد من الدعم العاطفي.

وقد تم إجراء مقابلات مع 28 شخصًا أصيبوا بفيروس كورونا العام الماضي، ووُجد أن المرض أحدث آثارًا إيجابية وسلبية. ومن بين الآثار السلبية الشعور بالعزلة والوحدة والقلق، وكذلك الشعور بالذنب من الإصابة بالعدوى. ومن جانبها، أوضحت الدكتور عفت البرازي، الأستاذ المساعد في تعزيز الصحة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، أنه بالرغم من وجود بعض القلق بشأن الآثار قصيرة وطويلة الأجل نتيجة للإصابة بالمرض، إلا أن هناك فهمًا ودعمًا أقل للمرضى المصابين، مضيفةً أنه ربما تتحسن هذا الأمر بمرور الوقت مشيرة إلى نتائج دراسة نوعية أجرتها جامعة الإمارات العربية المتحدة في عام 2020 لمدة ثمانية أشهر، حيث ركزت على الصحة الجسدية والنفسية بين مرضى فيروس كورونا، حيث أظهر المشاركون في الدراسة بعض الأعراض الخارجية مثل الحمى والألم وفقدان التذوق والشم كأعراض جسدية منتظمة للحالة، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى مثل تساقط الشعر وتغيرات الدورة الشهرية.

وهذا لا يعني أنه لم يتم الإبلاغ عن آثار إيجابية، بل بدا المرضى في أبوظبي سعداء للغاية بالدعم المادي والطبي الذي تلقوه، حتى أن أحد المصابين أعرب عن امتنانه لإصابته في الإمارات العربية المتحدة نتيجة الدعم الذي تلقاه وكانت السلطات الصحية على بُعد مكالمة، بينما أكد آخرون أنهم كانوا قادرين على التواصل مع أحبائهم أثناء عزلهم وتمكنوا من قضاء بعض الوقت في التفكير الذاتي، بل وخرجوا من العدوى لنمط حياة صحي أكثر.

وفي سياق متصل أشار بعض مرضى كوفيد -19 إلى قدرتهم على التعامل مع مشاعر الغضب والحزن والذنب والعار والاكتئاب والقلق مؤكدين أن هذا تغير مع تقدم الوقت وزيادة وعي الجمهور ولكن عبء الصحة النفسية على المرضى ما زال قائماً، حيث أوضح بعض الأشخاص أن جيرانهم توقفوا عن التحدث إليهم، خاصة في المراحل الأولى من الوباء، لذا أكدت الدكتورة عفت أنه لا يزال هناك حاجة للدعم الاجتماعي والنفسي خلال فترة الإصابة ووقت الشفاء اللاحق، موصيةً بإزالة وصمة العار عن المرض، حيث أوضحت أن هناك حاجة إلى تقليل مشاعر الخزي.
وفي سياق متصل، أوضحت الدكتورة عفت أن هناك دراسة أخرى لجامعة الإمارات العربية المتحدة وجدت أن الإماراتيين الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة معلومات حول فيروس كورونا قد عانوا من ضعف في الصحة والسلامة النفسية بشكل ملحوظ، لذلك هناك حاجة لاستخدام مصادر موثوقة للمعلومات من أجل مواجهة القلق بشأن المرض.


انشر المقال: