جائحة كورونا تتسبب في ارتفاع معدلات الإساءة والاستغلال الجنسيّ لدى الأطفال عبر الإنترنت

جائحة كورونا تتسبب في ارتفاع معدلات الإساءة والاستغلال الجنسيّ لدى الأطفال عبر الإنترنت

أصدر التحّالف العالميّ لمبادرة "نحن نحمي We Protect" تقييم التهديد العالميّ للعام 2021، بمشاركة أكثر من 200 حكومة وشركة خاصّة ومنظّمة مدنيّة في المبادرة، حيث سلط التقرير الضوء على أن الوباء قد ساهم في زيادة كبيرة في معدّل الإساءة والاستغلال الجنسيّ لدى الأطفال عبر الإنترنت، لذا دعا الخبراء في جميع أنحاء العالم إلى التحرك نحو التغيير الفوري، حيث أوضح الدكتور عادل سجواني، اختصاصي طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي، أنه مقارنة بفترة ما قبل جائحة كورونا، أصبح الأطفال والبالغون يستخدمون الإنترنت بكثرة وهو ما أدى إلى ارتفاع معدلات الإساءة والاستغلال الجنسيّ لدى الأطفال عبر الإنترنت، مناشدًا الآباء لمراقبة نشاط الأطفال على الإنترنت والتغيرات السلوكية لتجنب حالات الإساءة عبر الإنترنت.

وأوضح أن الاعتداء الجنسي قد ازداد بين الأطفال عبر الإنترنت خلال جائحة كورونا، حيث يقضي الأطفال معظم وقتهم على هواتفهم بسبب الإغلاق والإجراءات الاحترازية، مما يؤدي إلى دخول الأطفال على مواقع الويب المشبوهة، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة في الوقت الحاضر، حيث تتلاعب هذه الصفحات بهم وتطلب منهم أداء نشاط جنسي عن طريق إرسال محتوى غير لائق ومن المرجح أن يقع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عامًا فريسة للاعتداء الجنسي عبر الإنترنت، حيث يدخل هؤلاء الأطفال الصغار في علاقات عبر الإنترنت.

كما أشار التقرير إلى أن السبب الكامن وراء احتمال وقوع الأطفال ضحية لمثل هذه السلوكيات غير المقبولة هو عدم وجود روابط عائلية صحية موضحًا أن الأطفال يسعون إلى الحصول على الحب من والديهم وفي حال عدم تلقيهم لهذا الحب داخل عائلاتهم فإنهم يميلون إلى البحث عن الحب من الخارج.

وفقًا للاستبيان الذي تم إجراؤه، قال 44% من المشاركين من مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أنهم تعرضوا للأذى الجنسي عبر الإنترنت مرة واحدة على الأقل خلال طفولتهم. علاوة على ذلك، كما أكد التقييم أيضًا على أن الوباء كان له آثر لا يمكن إنكاره في ارتفاع هذه الحوادث المبلغ عنها، حيث وصلت معدلات الإساءة والاستغلال الجنسيّ لدى الأطفال عبر الإنترنت أعلى مستوياتها خلال العامين الماضيين.

وفي حديثها عن هذه القضية الشائكة، صرحت المقدم دانه حميد، المتحدّثة بإسم التحالف العالميّ في الإمارات العربيّة المتّحدة والمدير العام لمكتب الشؤون الدولية بوزارة الداخلية، بأن جريمة الإساءة والاستغلال الجنسيّ لدى الأطفال عبر الإنترنت تعتبر جريمة عالمية وتتطلب جهودًا تعاونية ومتعددة التخصصات لمكافحتها وإنهائها. وأضافت بأن إطلاق تقرير تقييم التهديد العالمي 2021 يشكل فرصة لدراسة الجهود المبذولة لمواجهة هذا التحدي وتحديد الأولويات والتعاون مع المجتمع الدولي وتبادل الخبرات والممارسات، مشيرة إلى إمكانية استخدام هذا التقريروتوظيفه لتوجيه جهود الحكومات للقضاء على هذه الجريمة.

وفي إطار توضيح مدى تأثير الاعتداء الجنسي على الأطفال، أكد الدكتور سجواني على أن الاستغلال الجنسي يمكن أن يكسر الطفل نفسيًا، فمن المحتمل أن يعاني الطفل من مشاكل الصحة النفسية والانغماس في السلوك الجنسي والحمل في سن مبكرة وأن يكون لديهم مشاكل في الثقة والخوف من أي علاقة جديدة والانخراط في إيذاء النفس أو السلوكيات الإجرامية بالإضافة إلى عزل أنفسهم عن عائلاتهم، وأضاف أنه من المهم إزالة وصمة العار الاجتماعية المحيطة بمثل هذه المواضيع والتي تمنع الأطفال من التواصل بعد الإساءة التي يتعرضون لها كما أن الآباء يلعبون دورًا كبيرًا في الوقاية، حيث يجب على الآباء الانتباه إلى العلامات مثل التغيرات السلوكية مثل تصرف الطفل في سن أكبر بالنسبة لسنه واختفاء الأطفال في وقت ما بشكل متكرر والعودة إلى المنزل في وقت متأخر واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفترة طويلة وعدم قضاء الكثير من الوقت في المنزل.


انشر المقال: