التواصل الناجح يعكس قدرة الإمارات على إدارة أزمة فيروس كورونا

Successful Communication Reflects The Uaes Ability To Manage Covid 19


تقوم أنظمة الاتصالات في حالات المخاطر والطوارئ بدور استراتيجي في منع وقوع الأحداث الحرجة ومواجهتها وإعادة الأمور إلى طبيعتها وكذلك إعادة خلق مناخ من الثقة في العلاقات مع الرأي العام وداخل المؤسسات ذاتها قدر الإمكان. ومنذ بداية الوباء، تأهبت القيادات والسلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة وقامت بوضع خطط وإجراءات إدارية لإدارة الاتصالات بشكل فعال، مما يعمل على تحسين سمعتها داخل الدولة وخارجها بفضل غرفة المراقبة المنظمة للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث. وقد قامت الهيئة بوضع خطة وطنية للتصدي للوباء، مع التركيز على صون القوانين والسياسات والإجراءات الخاصة بإدارة الطوارئ والأزمات وتدعيمها على المستوى الوطني. كما قامت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بالتنسيق مع السلطات المحلية، بتطوير إجراءات الاتصالات والإدارة الموحدة، بشفرات واضحة ومفهومة للغات وشرحها بمساعدة جميع الأدوات المتاحة.

وفي إطار الجهود الرامية لتعزيز جاهزية الدولة واستجابتها لحالات الطوارئ ونقل أفضل الممارسات الدولية، أطلقت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في 14 مارس التوجيهات الخاصة بالاستعداد لاستمرارية الأعمال للمؤسسات في دولة الإمارات في حال تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). ويشرح الدليل التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية التي تهدف إلى الحفاظ على استمرارية الأعمال للمؤسسات مع اتخاذ التدابير الوقائية والتأهب ورفع مستوى الجاهزية والاستجابة والتعامل مع الحالات، بينما ينطوي التخطيط لاستمرارية الأعمال في ظل حالات التفشي على جوانب مثل القيادة واستراتيجية العمل عن بُعد وتوزيع الموظفين ومرونة الإجراءات ومراقبة المورِّدين وتقييمهم وجاهزية سلسلة التوريدات. وتشرح الوثيقة سبل مواجهة المخاطر الناشئة عن تفشي الأوبئة في المؤسسات، الأمر الذي قد يؤثر بشكل مباشر على استمرارية الأعمال واستقرار المجتمع. وقد قامت المؤسسات في دولة الإمارات على المستويات الاتحادية والمحلية والخاصة بتبني هذا النهج من خلال تقييم المخاطر والتهديدات ونقاط الضعف والعواقب المترتبة عليه. وقد تم وضع السيناريوهات والافتراضات والاعتبارات بطريقة متكاملة لتوجيه عملية التخطيط على جميع المستويات، فيما يتعلق بنقاط التحسين والآثار المحتملة للمخاطر والتهديدات. ولرفع مستوى الوعي الصحي العام بشأن فيروس كورونا، أطلقت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث أيضًا موقع 'وقاية' على الويب الذي يقدم المعلومات لجمهور الإمارات حول تدابير الصحة والسلامة الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا. ومن خلال منصتنا، يتمتع المستخدمون بفرصة للتواصل مع الخبراء في مجال الطب والصحة من خلال إرسال أسئلتهم.

وفي الوقت نفسه، فمن أجل دعم سير العمل والحفاظ على كفاءته في القطاع الحكومي وبالاستفادة من البنية الأساسية التكنولوجية المتطورة المتاحة، فقد أصدرت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية (FAHR) بالإمارات خمسة توجيهات للموظفين الذين يعملون عن بُعد. ويتضمن الموظفون الذين يشملهم النظام النساء الحوامل وأمهات الأطفال دون الصف التاسع الذين لا تتطلب واجباتهم وجودهم في مكان العمل وأصحاب الهمم والمصابين بأمراض مزمنة واختلال الجهاز المناعي وأعراض الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى كبار الموظفين الذين يبلغون من العمر 60 عامًا وما فوق. ويوضح التوجيه أنه يجب على الموظفين أولاً الحصول على موافقة مسبقة من أصحاب العمل إذا اختاروا العمل عن بُعد، ويجب عليهم الحضور إلى مكان العمل وأداء المهام الأخرى ذات الصلة بالعمل إذا طلب صاحب العمل ذلك. كما يجب على الموظفين الذين يعملون من خلال نظام العمل عن بُعد في دولة الإمارات الالتزام بالأخلاقيات الراسخة للمهنة والحفاظ على سرية المعلومات والوثائق واستخدام ساعات العمل لإنجاز المهام المطلوبة منهم. وعلاوة على ذلك، يجب على الموظفين الالتزام بمعايير السلوك المهني وأخلاقيات العمل. ووفقًا للتوجيه، يُطلب من الموظفين أيضًا تقديم تقرير يومي عن إنجازاتهم ومستوى إنتاجيتهم.

وتعتمد دولة الإمارات على المهنيين والخبراء ليس في المجال الطبي فحسب، ولكن في مجال الاتصالات أيضًا، للتمكن من الحد من انتشار الفيروس في البلاد وتقديم المساعدة أيضًا إلى الدول الصديقة التي تواجه صعوبات. ولم تقتصر الاتصالات على القنوات الرسمية فحسب، بل وصل أيضًا إلى المقيمين والزائرين، بجميع اللغات، على الشبكات الاجتماعية. ولتحسين المعرفة حول فيروس كورونا والتدابير الوقائية لمكافحته، فقد تبنت السلطات الصحية استخدام حساب "الانستغرام" لمناقشة الموضوعات والمخاوف الرئيسية فيما يتعلق بوباء كورونا. وقد تناولت السلطات مؤخرًا موضوع تطهير مكان العمل لحماية الأشخاص الذين لا يزالون يذهبون لأماكن العمل في الإمارات. وقد نشرت هيئة الصحة بدبي على حسابها في الانستغرام (@dha_dubai) تعليمات لضمان وجود الأشخاص، الذين يعملون خلال هذه الفترة، في بيئة صحية. وهناك تعليمات أخرى صادرة عن السلطات الصحية تقضي بوجوب التباعد بمسافة مترين عن الأفراد الآخرين، مع التركيز على ضرورة تطبيق إجراءات تطهير وتعقيم صارمة في المصاعد. كما خرجت دائرة الصحة بأبو ظبي بقائمة من التوجيهات للأشخاص الذين لا يزال عليهم الذهاب للعمل، وقامت بمشاركتها على حساباتهم على الانستغرام وتويتر (dohsocial). وتفيد السلطات الصحية على سبيل المثال بأنه يجب تطهير أشياء مثل الهواتف المكتبية ولوحات المفاتيح والأسطح بانتظام لتجنب انتشار الجراثيم. كما تؤكد السلطات على ضرورة الحفاظ على نظافة اليدين وغسلهما أو تعقيمهما بانتظام. وبالإضافة إلى تعليمات الحفاظ على التباعد بين الأشخاص، تقول دائرة الصحة بأبو ظبي إنه يجب تجنب "المصافحة أو التلامس".

وقد أتاح هذا التواصل الفوري والسريع والمباشر للقيادات والحكومة والسلطات المحلية في دولة الإمارات القرب من مجتمعها وإبقاء الوضع تحت السيطرة ونقل الشعور بالراحة والأمان من أجل تحقيق الرفاهية للجميع. وفي هذا الصدد، أطلقت القيادة العامة لشرطة أبوظبي، ممثَّلة في إدارة الإعلام الأمني بقطاع شؤون القيادة أحدث مشروعاتها وهي مبادرة "من البيت للبيت" لتعزيز تواصلها مع المجتمع ونشر رسائل التوعية والتنويهات العاجلة خلال الظروف الراهنة التي تتطلب سرعة التواصل وتزويد الجمهور بالنصائح والإرشادات على مدار الساعة. وقد فرضت التطورات الأخيرة والمستجدات المتلاحقة على المنصات الإعلامية تحديات متعلقة بالتعامل مع كم هائل من الرسائل والمعلومات والاستجابة بشكل سريع مع التطورات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، بالإضافة إلى تقديم المادة الإعلامية الموثوقة ومواجهة الشائعات والمعلومات المغلوطة التي عادة ما تجد بيئة خصبة خلال الأزمات. وتهدف مبادرة 'من البيت للبيت' إلى رصد الوقائع والقرارات والإجراءات الاحترازية الصادرة عن الجهات الرسمية لحظة بلحظة ونشر الرسائل التوعوية بلغات عديدة بشكل فوري يتماشى مع سرعة إيقاع الأحداث من خلال منتسبي شرطة أبوظبي وحسب تخصصاتهم عبر تقنيات الاتصال المرئي التزامًا بالحملة الوطنية "خلك بالبيت" للحفاظ على صحة وسلامة جميع أفراد المجتمع. هذا وتعكس الاتصالات الناجحة قدرة السلطات على إدارة الأزمة، مقترنةً بالجهود المبذولة من المواطنين، مما يجعل من فيروس كورونا فرصةً لإثبات عظمة دولة الإمارات.




انشر المقال: