الإمارات العربية المتحدة قد تكون على أعتاب موسم إنفلونزا حاد

A challenging flu season ahead for the UAE?


سجّلت الإمارات العربية المتحدة يوم الإثنين 68 حالة جديدة فقط وانخفاض ثابت في عدد الإصابات بكوفيد 19 على مدى الأشهر القليلة الماضية ، ما يجعلها في مرحلة جيدة من تقويض الفيروس.

 

. على الرغم من تراجع عدد الإصابات بكوفيد 19في العديد من البلدان ، إلا أن العلماء يحذرون من تفشي أسوأ أنواع الأنفلونزا هذا العام لم يشهدها العالم منذ سنوات.

يعتبر كوفيد 19  والإنفلونزا مرضان مختلفان ، حيث أنّ فيروس كورونا المستجد أكثر فتكًا. ولكن يصعب التمييز بينهما دون إجراء تحليل. تعترف منظمة الصحة العالمية رسميًا بـ 13 عارضًا يرافق الإصابة بفيروس كوفيد 19 ، يتشابه العديد منها مع تلك التي تظهر في الأنفلونزا. وعلى الرغم من أن بعض المصابين بكوفيد 19 لا تظهر عليهم أيّ أعراض ، ولكن يمكن أن ينقلوا المرض.


لحسن الحظ ، يظلّ تحليل الـ PCR  الفحص الأكثر دقة في الكشف عن  الإصابة بكوفيد 19، لذا فإنّ المتخصصين في الرعاية الصحية مثل الدكتورة فرناندا بونيلا من كليفلاند كلينك في أبو ظبي ، والتي تحدثت إلى The National الشهر الماضي ، يشجعون الناس على إجرائها باستمرار .

وعلى الرغم من أن أنفلونزا هذا العام قد تبدو الأسوأ على الإطلاق ، إلا أن الأمر بات متوقعًا إلى حد ما. يدرك الأطباء جيدًا  أن عمليات الإغلاق ، والتباعد الاجتماعي ، والتعقيم ، وفرض التباعد الاجتماعي على مدار عامًا ونصف ، يمكن أن يضعف جهاز المناعة الذي لا يطور دائمًا استجابة كافية للأمراض الجديدة دون التعرض للجراثيم . علاوة على ذلك ، سجلت حالات إنفلونزا قليلة جدًا خلال العام الماضي. إذ ظهر أنّ  0.2 في المئة فقط من العينات التي تم اختبارها في الولايات المتحدة ، على سبيل المثال ، كانت إيجابية ، مقارنة مع نسبة 26 في المئة إلى 30 في المئة خلال مواسم الإنفلونزا الثلاثة السابقة.




إذًا يبقى أن نترقّب ما إذا كانت أسوأ المخاوف بشأن الإنفلونزا هذا العام ستثبت صحتها ، لكن هذه الحقائق تنبئنا بضرورة أخذ الحيطة والحذر. 

إنّ خبراء الرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة هم على أتمّ الإستعداد لتدارك الأمر. إذ يشجعون معظم الناس على الحصول على لقاح الإنفلونزا. تتوفر هذه  الخدمة مجانًا في أبو ظبي للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا أو أقل من 18 عامًا ، وكذلك النساء الحوامل والأشخاص ذوي الإعاقة والأمراض المزمنة.


من المهم أن ينضمّ الجميع لهذه الحملة. رغم أنّ كوفيد 19 هو الفيروس الأشدّ خطورة ، لكن غالبًا ما تؤثر سلالات الإنفلونزا المتغيرة باستمرار على نسبة أكبر من السكان ، بما في ذلك الأطفال. وقد تفشل أنظمة الرعاية الصحية في علاجها ، حتى في البلدان المتقدمة. في عام 2017 ، شهد العالم واحدة من أسوأ حالات تفشي الإنفلونزا منذ عقود ، مما أدى إلى وفاة أكثر من 50 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها.


من هنا ينبغي أن تعي البلاد أن تراجع معدلات الإصابة بكوفيد 19 لا تعني التخلّص من التهديدات التي تسببها باقي أنواع الإنفلونزا . 

من جهة أخرى أكثر تفاؤلًا  ، لا شك أنّ الوباء ساهم في بناء خبرة قوية لدى العديد من البلدان من جهة القدرة على السيطرة على الأمراض وإجراء اللقاحات. والآن ، أكثر من أي وقت مضى ، يعرف الناس كيفية حماية أنفسهم والحد من انتشار المرض ، ويجب أن نستمر في ارتداء الأقنعة وغسل اليدين والحفاظ على التباعد الاجتماعي.


لسنا متأكدين مما إذا كنا على أعتاب موسم إنفلونزا محفوفًا بالمخاطر، بيد أنّ الدروس المستفادة من التعامل مع فيروس كوفيد 19 ستساعدنا في مكافحة  تهديدات غيرها من الفيروسات .



انشر المقال: