الإمارات العربية المتحدة في طريقها إلى التعافي المستدام من جائحة كورونا

الإمارات العربية المتحدة في طريقها إلى التعافي المستدام من جائحة كورونا

عندما ضرب الوباء العام الماضي، انهار العالم بالنسبة لبعض الدول والمجتمعات والشركات والأفراد ولم يكن هناك أي لقاح أو علاج وكانت المستشفيات مكتظة بالحالات المصابة بالفيروس وفُرضت عمليات الإغلاق وحظر التجول وتم تقييد الحركة وتوقفت الحياة التي عرفها الناس بشكل مفاجئ في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية في مارس أن هذا وباء وجائحة عالمية.

لم يستطع الكثيرون حتى فهم طبيعة العامل المؤدي إلى المرض ومدى الضرر الذي تسبب فيه للبشرية، وإذا نظرنا إلى الوراء، قد يقول البعض أن التكنولوجيا أنقذت عالمنا اليوم مع بدء العمل عن بعد، لكن هناك العديد من التفسيرات للوضع الرهيب الذي وجد البشر أنفسهم فيه حيث كان فيروس كورونا الذي لم يكن معروفًا يمثل تهديدًا للبشرية (لا يزال الجدل محتدمًا حول أصوله: هل كان طبيعيًا أم كان تسربًا من مختبر بيولوجي يجري بحثًا عن مسببات الأمراض الفتاكة؟).

ونتيجة لذلك، اختارت بعض الدول مثل نيوزيلندا إغلاق نفسها تمامًا في محاولة لخفض الحالات إلى الصفر بينما اختارت دول أخرى مثل السويد المخاطرة بها من خلال مناعة القطيع دون لقاح وشهدت ارتفاعًا في الحالات. واتخذ آخرون مثل الإمارات العربية المتحدة المسار الوسط الذي يركز على التعافي المبكر حتى أثناء انتظار ضربة وقائية، لكن الإمارات العربية المتحدة هي الوحيدة التي كانت تبحث بجدية عن التغلب على العامل المؤدي إلى المرض أثناء العودة إلى العمل والحياة الطبيعية.

وخلصت السلطات إلى أن الحياة يجب أن تستمر، وكلما أسرع الناس في العودة إلى ما يبدو أنه نشاط طبيعي، كان ذلك أفضل للاقتصاد والبلد ككل، حيث أن تأخير العودة إلى العمل والنشاط العام قد يؤدي إلى المخاطرة بتحطيم الاقتصاد. وبالتالي، تم تنفيذ إعادة فتح تدريجية مع عودة الناس ببطء إلى العمل وشكل محدود من النشاط الخارجي.

وفي تلك الأشهر الأولى من إعادة الفتح المرحلي، كانت الحالات لا تزال مرتفعة ولكن النظام الصحي كان قادرًا على التأقلم، حيث تمكنت المستشفيات من التعامل مع تدفق المرضى وتم تكثيف الإمدادات والمرافق الطبية للتعامل مع حالات الطوارئ. كان كل هذا يحدث أثناء تطوير اللقاحات وسارعت الإمارات العربية المتحدة في إطلاق أول جرعة والتي كانت متاحة لسكانها في ديسمبر.

وعلى الرغم من ارتفاع الحالات في وقت مبكر من هذا العام مع انتعاش السياحة، إلا أن النظام الصحي لم ينهار أبدًا حيث ادعى مروجو الذعر أن النموذج الإماراتي لاحتواء الوباء قد فشل، ولكن كانت استراتيجية الاختبار والعلاج والتطعيم بمثابة حصن لنموذج الإمارات العربية المتحدة لمكافحة الوباء ولا تزال جيدة حيث انخفضت الحالات في الدولة إلى أقل من 100 حالة لأول مرة منذ 18 شهرًا.


انشر المقال: