أفراد المجتمع الإماراتي يستذكرون أداء آخر حج قبل جائحة كورونا

سكان الإمارات الذين أدوا فريضة الحج قبل كورونا يعتبرون أنفسهم محظوظين لأدائها في ظل الظروف العادية

عندما أدى الوافد الهندي محمد سالم فريضة الحج في عام 2019، كان هناك الملايين من الحجاج في مدينة مكة المكرمة. والآن، مع اقتصار الحج على سكان المملكة العربية السعودية للعام الثاني وسط جائحة كورونا، فسيبلغ عدد الحجاج هناك 60 ألفًا فقط، حيث يعتبر سكان الإمارات العربية المتحدة الذين كانوا في رحلة الحج قبل جائحة كورونا أنفسهم مباركين ومحظوظين لأدائها في ظل الظروف العادية بدون أقنعة الوجه الإلزامية ومعايير التباعد الاجتماعي الصارمة وغيرها من القواعد الأخرى الموضوعة لمكافحة الفيروس والحد من انتشاره.

وقالت الوافدة الهندية سونيا سالم، التي تعيش في رأس الخيمة، أنه في كل مرة ترى أي تحديث بخصوص الحج، تشكر الله على أداءها فريضة الحج في عام 2019، حيث كانت سونيا وزوجها من بين الدفعة الأخيرة من الحجاج الذين أدوا فريضة الحج بشكل طبيعي قبل الجائحة. وأضافت أنهم لم يكن لديهم أي خوف من الاختلاط بالحشد، حيث كان شعوراً رائعاً أن تؤدي فريضة الحج وسط حشد من مختلف الثقافات الأخرى.

ومن جانبه، أعرب الدكتور محمد شفيق، أخصائي الطب الباطني في مستشفى ميديور بدبي، عن امتنانه أيضًا لأنه كان قادرًا على أداء فريضة الحج مع زوجته قبل جائحة كورونا، موضحًا أن الشعور بأداء الحج في فضاء من التنوع الثقافي هو شعور لا يمكن التعبير عنه.

والجدير بالذكر أن ضمان سلامة الجميع هو أحد المبادئ الأساسية للإسلام، حيث يجب التعامل مع الأوبئة القاتلة بحكمة لضمان السلامة العامة والحد من انتشارها في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية، لذا قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): (إذا سَمِعْتُمْ بالطَّاعُونِ بأَرْضٍ فلا تَدْخُلُوها، وإذا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بها فلا تَخْرُجُوا مِنْها" وهذا قانون واضح حول كيفية التعامل مع الأوبئة.

ويعتقد سكان الإمارات العربية المتحدة أنه مع قواعد السلامة الصارمة التي كان على العالم أن يتبناها بسبب فيروس كورونا، قد لا يكون الحاج قبل فيروس كورونا هو نفسه بعد فيروس كورونا. فعلى الرغم من وجود ازدحام، تعاون الجمهور حقًا مع بعضهم البعض في مساعدة الآخرين على أداء الطقوس، حيث يكون الجميع كالإخوة والأخوات بالمعنى الحقيقي على الرغم من كونهم من مختلف أنحاء العالم.

وأداء الحج تجربة فريدة لتطهير الجسد والروح، لذا يأمل سكان الإمارات العربية المتحدة أن يتحسن وضع كوفيد حتى يمكن السماح لهم بالحج العام المقبل، كما عبر الدكتور محمد شفيق عن أمله في عودة الحج للمصلين في جميع أنحاء العالم، كما أنه يعتقد أن الحج دعوة روحية، فلا يمكن للشخص الذهاب لأدائه إلا إذا شاء الله له. وأضاف أنه في الوقت الحالي، لا يزال وضع كورونا قاتماً، وقد اتخذت المملكة العربية السعودية الخطوة الصحيحة في الحد من عدد الحجاج، فبهذه الطريقة لا يلغى الحج المبارك ويبقى الحجاج آمنين.


انشر المقال: