إعطاء الأولوية للصحة النفسية يساهم في تسريع استئناف رحلات العمل

إعطاء الأولوية للصحة النفسية يساهم في تسريع استئناف رحلات العمل


 

في حين أن الصحة البدنية كانت الدافع الأبرز لعودة الرحلات الجوية منذ بداية الوباء ، إلا أنّ تأثير السفر بداعي العمل على الصحة النفسية بدأ يثير القلق.

وفقًا لدراسة أجرتها كولينسون، قال ما يقارب 73 بالمئة من المسافرين بغرض العمل في جميع أنحاء العالم - 80 بالمئة في المملكة العربية السعودية و 76 بالمئة في الإمارات - أنهم سيعطون الأولوية لصحتهم النفسية عندما يسافرون بعد جائحة الوباء.
أشار تقرير 'رحلة العودة' إلى أنه على الرغم من انتشار هذه المخاوف حول الصحة النفسية مؤخرًا ، إلا أنها لطالما كانت موجودة ، حيث عبّر 84 بالمئة من المسافرين ،في زمن ما قبل الجائحة ،عن مخاوفهم المتعلقة بالصحة النفسية.


قالت بريانكا لاكاني ، المديرة التجارية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ومديرة جنوب آسيا في كولينسون ، في مقابلة لها مع "أريبيان بزنس" : 'يعاني المسافرون في المنطقة من ضغوطات كبيرة مرتبطة بالسفر'.

أظهرت الدراسة أيضًا أنه على الرغم من أن الإجهاد الناجم عن السفر لطالما كان يشكّل مشكلة حتى قبل تفشّي الوباء ، حيث أفاد 48 في المئة من المسافرين في المملكة العربية السعودية و 52 في المئة من المسافرين في الإمارات العربية المتحدة أن الضغوط الناجمة عن السفر قد أثرت سلبًا على إنتاجيتهم ، لكنّ لا شك أن الشروط واللوائح المتبدّلة باستمرار بالنسبة للمسافرين جرّاء الوباء قد زاد من حدّة هذه الضغوطات .


وأضافت بريانكا : 'لا يزال الناس يرغبون في السفر ، ولكن أصبح هناك عامل خوف مرتبط بالسفر أكثر مما كان عليه الوضع قبل الوباء ولا شكّ أن مسألة ضغوط السفر مهمة بشكل خاص للمسافرين بغرض العمل'.

يتوقع 62 في المئة من المسافرين بغرض العمل بعد الوباء ، في الإمارات العربية المتحدة ، أن يكون السفر أكثر إرهاقًا من ذي قبل، وفقًا لما جاء في التقرير.


ضرورة استئناف رحلات العمل

في هذا السياق علقت لاكاني: "في حين أن رحلات العمل قد أثّرت بشكل سلبي على نفسية المسافرين  ، إلا أن هذا القطاع لا يزال محوريًا لانتعاش الاقتصاد العالمي ، كما أن تعافيه يعدّ أمرا ضروريًا لنجاح العديد من الشركات."



وأكّدت: "في ظل ّعام من إجراء مكالمات العمل ومكالمات الفيديو من المنزل ، بينت أبحاثنا أن أربعة من أصل كل خمسة مسافرين بغرض العمل، عبر السعودية والإمارات ، قد تأثرت وظائفهم بسبب قلة رحلات العمل ".



وكشف التقرير أن ثلث المسافرين من رجال الأعمال يعتقدون أن قلة رحلات العمل خفّضت من إنتاجية شركاتهم ، وقال 33 في المئة في السعودية و 32 في المئة في الإمارات أنهم عجزوا عن أداء عملهم بشكل فعال نتيجة لذلك.

تشير هذه الأرقام إلى ضرورة استئناف رحلات العمل ، لكن على الشركات وأرباب العمل مراعاة نفسية الموظفين قبل أي شيء آخر ، وفقًا لما قالته لاكاني.

يعتمد نجاح هذه الخطوة على ضمان مراعاة كافة جوانب راحة الركاب - الجسدية والنفسية – من خلال تحقيق التوازن بين تلبية البروتوكولات الصحية الجديدة وتجربة الركاب.

ولفتت لاكاني إلى أنه في الوقت الذي تفكر فيه الشركات في استئناف رحلات العمل عبر الحدود ، يبقى التحدّي الأهم في ضمان ألا تكون هذه الخطوة على حساب صحة الموظفين الجسدية والنفسية ، خاصة وأن التقرير كشف أن 57 في المئة من الموظفين يعتقدون أن عملهم يعطي الأولوية لخفض التكاليف بدلًا من راحتهم ورفاهيتهم.

 

أولويات جديدة

أوضحت لاكاني حول ما يتوقعه المسافرون من رجال الأعمال الآن بعد تفشي الوباء : 'يُظهر بحثنا أنّ ما يريده الركاب قبل كل شيء هو خوض تجربة سلسة وخالية من التوتر ، بحيث تكون الرحلة سريعة وفعالة مع الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي من تسجيل الدخول حتى الوصول '.


على هذا النحو ، فإن 34 في المئة في الإمارات العربية المتحدة و 31 في المئة في السعودية على استعداد للدفع مقابل تسريع إجراءات الأمن ، بينما يقول 35 في المئة من الركاب الإماراتيين و 36 في المئة من الركاب السعوديين أنهم سيدفعون أكثر مقابل حجز مقعد مجاني بجوارهم في الطائرة لضمان توفير مساحة إضافية أثناء رحلتهم.


وأشار 87 في المئة من الأشخاص إلى أهمية التباعد الاجتماعي أثناء انتقالهم عبر المطار ، خاصة من أجل 'التخلص من التوتر' و 'الاسترخاء بعيدًا عن الزحام'.

وعلّقت لاكاني أنه في ظلّ استئناف رحلات العمل ، سيتطلع الموظفون إلى أصحاب العمل لتقديم الدعم المناسب لهم كي يشعروا بالأمان.

وأضافت: "يحتاج المسافرون الآن ، أكثر من أي وقت مضى ، إلى تطمينات من شركتهم و / أو شركات السفر ، بأن السفر بالطائرة آمن ، وأن صحتهم الجسدية والنفسية ستكون أولوية بالنسبة لهم . "

وأضافت: "تحتاج المؤسسات إلى وعي وفهم ما يريده موظفيها بالنسبة لرحلات العمل وإدراجه ضمن برنامج إدارة مخاطر السفر".

 


انشر المقال: