ما نعرفه الآن عن الأدوية المستخدمة في علاج كوفيد 19 في الإمارات

ما نعرفه الآن عن الأدوية المستخدمة في علاج كوفيد 19 في الإمارات

في البداية، قام الأطباء بتجربة كل شيء لمواجهة أعراض كوفيد 19. وقد أعطى الأطباء المرضى المصابين بالمرض بشكل خطير مزيجًا من الحبوب لمساعدتهم على النجاة، من الأدوية المضادة للملاريا إلى أدوية فيروس نقص المناعة البشرية والأدوية المضادة للالتهابات لالتهاب المفاصل.
والآن، بعد ثمانية أشهر من بدء تفشي المرض، أصبح لدى الأطباء صورة أوضح بكثير عن كيفية معالجة الأعراض التي يمكن أن تتباين بشكل كبير بين الحالات. وتؤكد المعلومات الجديدة الواردة من جميع أنحاء العالم بشكل يومي تقريبًا هذا الشعور أو تلقي بالشك على خطط العلاج. ومع وجود لقاح لا يزال على بعد أشهر، أثبتت التجارب المشتركة من التعامل مع المرضى أنها الطريقة الأكثر فعالية تجاه التعامل مع فيروس كورونا.
وفي ذروة الوباء، كان لدى إخصائي الطب الباطني الدكتور فيصل دلفي 40 مريضًا مصابًا بفيروس كورونا تحت رعايته في مستشفى برجيل بأبو ظبي، وكان كثير منهم في حالة حرجة. وعلى الرغم من أن المستشفى خالية الآن من مرضى كوفيد 19، إلا أن تجربته جعلت المركز الطبي في وضع أفضل بكثير للتعامل مع الحالات عند ظهورها.

وقال الدكتور دلفي: "في البداية تعاملنا مع الأمر بمنتهى البساطة لأن الفيروس كان جديدًا تمامًا. وقد تم تحديث الإرشادات التي نشرتها هيئة الصحة بدبي ووزارة الصحة كل أسبوع حيث تم التعرف على المزيد حول الفيروس".

وقد حقق استخدام الأدوية المضادة للفيروسات أكبر تقدم، بالرغم من أن فعالية عقاقير مثل ريمسيفير، والتي تم استخدامها في علاج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أصبحت موضع شك.

وقال الدكتور دلفي: "عندما أجرينا فحوصات بالأشعة السينية على المرضى، وجدنا أن الفيروس استهدف الرئتين في معظمهم، ولذا فقد أصيبوا بالتهاب رئوي مزدوج. ولقد كنت أستخدم [دواء الملاريا] هيدروكسي كلوروكين وكاليترا، وهو مزيج من أدوية فيروس نقص المناعة البشرية لوبينافير وريتونافير. ولم تسمح هذه الأدوية بتكاثر الفيروس حتى لا يكون شديدًا في الرئتين، فلم يمت أي من المرضى لدي".

وقد كانت هناك أداة أخرى تحت تصرف الأطباء وهو استخدام مزيج من الأجسام المضادة لجعل الفيروس أكثر وضوحًا لجهاز المناعة. وقد أدى العلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة إلى نسخ الاستجابة المناعية الطبيعية، والالتحام بالفيروس لمنعه من اختراق خلايا الجسم.
عقار ترامب ريميسفير ليس له تأثير يذكر

تم استخدام عقار ريميسفير المضاد للفيروسات أيضًا في علاج الإيبولا وأظهر قدرة مماثلة على خفض مدة أعراض فيروس كورونا من 15 إلى 11 يومًا. وبالرغم من هذا النجاح، فقد وجدت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية على 11266 مريضًا من 500 مستشفى في 30 دولة أن عقار ريميسفير كان له تأثير ضئيل أو ليس له تأثير على معدلات النجاة لدى مرضى كوفيد 19 الذين في حالة خطيرة. وبالرغم من تباين الأساليب المستخدمة لعلاج حالات المرضى الأكثر خطورة، فقد قامت عديد من المستشفيات بعلاج مرضى فيروس كورونا باستخدام بروتوكولات مماثلة.
وقال الدكتور عادل السيسي، استشاري الرعاية الحرجة في مستشفى برايم بالقرهود: "لا يوجد تغيير كبير في ما كنا نفعله في مارس مقارنةً بما نفعله الآن بالنسبة لخطوط العلاج".

وقد استقبل المستشفى عديدًا من مرضى كوفيد 19 في أبريل ولكنه الآن خالٍ من الحالات.
وقال الدكتور السيسي: "هناك مجموعة من الأدوية يمكننا استخدامها. ويتم استخدام بعضها الآن أكثر من غيرها التي تم استخدامها في مارس ولكنها تتغير دائمًا. والمعلومات التي لدينا ما هي إلا طريقة عمل مقترحة لتقديم أفضل رعاية للمرضى. وباتباع هذا، فإننا نهدف إلى تخفيف الأعراض وتقليل مدة الإقامة في المستشفى وتقليل عدد الوفيات."

وقد تم تصنيف المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس إلى خمس فئات وتم علاجهم وفقًا لذلك.
المحافظة على استقرار الأعضاء
كان مرضى الفئة الأولى لا يظهر عليهم أي أعراض، والفئة الثانية كانت يظهر عليها أعراض خفيفة، وتم إعلان الفئة الثالثة على أنها معتدلة، والفئة الرابعة كانت شديدة، والفئة الخامسة كانت لمن هم في حالة حرجة.

وتم إرسال من المرضى من الفئة الأولى والثانية إلى منازلهم للحجر الصحي لمدة 14 يومًا. بينما تم عزل أولئك الذين يعانون من أعراض خفيفة باستخدام أدوية السعال أو الباراسيتامول لعلاج آلام الجسم والحمى، واحتاج آخرون إلى علاجات أكثر توسعًا.
وقال الدكتور السيسي: "كان الحفاظ على استقرار وظيفة العضو لدى المريض في وقت مبكر أمرًا بالغ الأهمية في أشد الحالات خطورة. وقد تم ذلك من خلال مجموعة متنوعة من العلاجات، بما في ذلك المضادات الحيوية واسعة المجال، وأدوية منع تجلط الدم وغيرها من العلاجات المضادة للتخثر."

وكان ديكساميثازون من مركبات الستيرويد التي يشيع استخدامها من قِبل الأطباء لأنه يعمل على تهدئة جهاز المناعة. ولكن استخدامه في وقت مبكر جدًا قد يضعف قدرة الجسم الطبيعية على محاربة الفيروس.

وقال الدكتور السيسي: "تمت دراسة هذه المجموعة من الأدوية المضادة للفيروسات في الأيام الأولى لفيروس كورونا بمجرد وجود مجموعة مشتركة من المرضى. وقد تم بدء الأبحاث بسرعة كبيرة وتم رصد نتائجها عن كثب، وقد تم ذلك في جميع أنحاء العالم وتمت مشاركة النتائج على نطاق واسع. وقد شجعت النتائج الإيجابية على استخدام هذه الأدوية في المراحل الأولى."

وقد سجلت الإمارات حتى الآن أكثر من 117 ألف حالة إصابة بالفيروس، بينما تم تسجيل أكثر من 40 مليونًا على مستوى العالم.
وقال الدكتور بريجيش بهاردواج، رئيس القسم وإخصائي الطب الباطني في مستشفى إن إم سي رويال بمجمع دبي للاستثمار، إن الأطباء قد تعلموا بسرعة كيف يمكن استخدام أجهزة التنفس الصناعي بشكل أكثر فعالية.

وقال: "على الرغم من أننا لا نستقبل مرضى في المستشفى، فقد توصلنا إلى فهم صحيح للمرض، وهذا يجعل العلاج الذي يمكننا أن نقدمه للمرضى أكثر دقة."

ويشمل هذا العلاج الآن التهوية في وضع الرقود على البطن. وقد ثبت أن توفير الأكسجين للمرضى المستلقين على البطن أكثر فعالية في الحالات الأكثر خطورة لأنه يحسن الأكسجين عند مقارنته بالأنماط التقليدية للتنفس المدعوم.

قال الأطباء في مستشفى إن إم سي إنهم وجدوا أيضًا نجاحًا عند علاج الفيروس باستخدام عقار توسيليزوماب المثبط للمناعة، وهو العقار الأكثر شيوعًا لعلاج التهاب المفاصل عند الأطفال. كما أشار الأطباء إلى نجاح العلاج بالأدوية الأخرى المضادة للالتهابات والأدوية المضادة للفيروسات أيضًا.

وقال الدكتور دلفي: "بدون توفر الأكسجين المناسب كنا نعلم أنهم سيموتون في النهاية. وكانت التهوية في وضع الرقود على البطن للمرضى في العناية المركزة أكثر نجاحًا، وهذا شيء تعلمناه فقط من علاج مزيد من المرضى المصابين بالفيروس. ولقد أدى إبقاءهم مستلقين على البطن لمدة من 15 إلى 16 ساعة إلى امتصاص مزيد من الأكسجين."

ولقد كان حقن الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي لمنع تجلط الدم في الرئتين إنجازًا آخر في تقليل عدد الوفيات.
وقال الدكتور دلفي: "يرتفع عدد الحالات مرة أخرى ولكننا مستعدون بشكل أفضل الآن بما تعلمناه عند الحاجة".

وام


انشر المقال: